لم يكن الهدف من نص المرسوم الملكي الذي صدر في عام 1385هـ، من الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله، والذي يقضي بأن يكون اليوم الأول من الميزان مطلع السنة الهجرية الشمسية، الموافق 23 من شهر سبتمبر من السنة الميلادية هو اليوم الوطني للسعودية، أن يكون هذا اليوم مجرد يومًا للاحتفال.
ولكن جاء هذا البيان الرسمي حتى يكون للسعودية يوم وطني يحتفي به أبناؤها ويفاخرون بإنجازاتها.. ويتذكرون فيه أمجاد البطولات التي بذلت من قبل المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله ورجاله لتوحيد أرجاء هذه البلاد وضمها كوطن واحد تحت اسم المملكة العربية السعودية ليكون أبناؤه يدًا واحده في النماء والعطاء والحفاظ على هذا الوطن الغالي.
فاليوم الوطني يهدف لتعريف الأجيال بما قام به قادة المملكة العربية السعودية من إنجازات متلاحقة على المستوى العالمي والمحلي، اقتصاديًا واجتماعيًا وتعليميًا، ولعل أبرز هذه الإنجازات هو سعي المملكة لتحقيق التنمية المستدامة للوطن والمواطن من خلال تحقيق رؤية 2030 المستلهمة من طموح أبنائه وبناته.
ولعل من نتاج العمل على تحقيق أهداف الرؤية أن أدت إلى خلق تحول إيجابي كبير على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، وتحقيق التوازن المالي من خلال خلق آلية للتخطيط المالي والاستدامة المالية، كما عملت رؤية 2030 على تحقيق العديد من الإصلاحات الاجتماعية وتمكين المرأة ومنحها حق المشاركة في الانتخابات، وتوفير فرص العمل لها، وتشجيعها على تولي مناصب عليا، بالإضافة إلى ذلك؛ حرصت المملكة من خلال الرؤية على دعم وتمكين الشباب في بيئات العمل من أجل منحهم الفرصة لإثبات أنفسهم في المجالات المختلفة، وإشراكهم في اتخاذ القرارات، وتصميم البرامج وتنفيذ السياسات لإيجاد مجتمع وظيفي آمن للمواطنين والوافدين.
كما حققت المملكة من خلال رؤيتها عديد من الإنجازات في مجال التعليم من خلال رفع جودة التعليم، وتطوير الجامعات السعودية وتطوير البحث العلمي، وعدد من الأعمال الأخرى.
فاليوم الوطني يذكرنا كيف استخدم قادة المملكة خلال عقودٌ ممتدة من الزمن مكامن القوة الفريدة للوطن لتحقيق مستقبل أفضل للمملكة وأبنائها وجعلها رائدة إسلاميًا وإقليميًا وعالميًا في شتى المجالات.