د.منيرة بنت ناصر المبــــدَّل
مشرفة وحدة الخريجين بوكالة الشؤون التعليمية بجامعة شقراء
تحتفي المملكة العربية السعودية حكومةً وشعبًا كل عام بذكرى حدثٍ تاريخيّ مهم في مسيرة تطورها، ألا وهو: ذكرى توحيد المملكة وتأسيسها على يد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – ومنذ ذلك اليوم، والمملكة في عداد الدول التي ناضلت وبرزت من العدم، وسعت بعد فرقة وتناحر أن تنتظم صفوفها في عملية التنمية الشاملة. وخلال تسعة وثمانين عامًا نجحت المملكة أن تكون الدولة الحلم!
وفي ظل هذه الاحتفالية السنوية التي نشهد فيها على عملية التطوير والازدهار؛ نجدد فيها شعور الفخز والحب والولاء والانتماء لهذه البلاد المعطاءة. فالمملكة تمثّل لمواطنيها مصدرًا للاعتزاز؛ فهي قبلة المسلمين الأولى، وعلى أرضها أطهر البقاع والمقدسات، ويهفو لها ملايين القلوب في صلواتهم ومناسكهم الدينية، وهي المركز الرئيس لإتلاف صدورهم؛ نظير جهودها المميزة في لمّ شمل المسلمين وإصلاح ذات البين. ولا يقتصر دورها على ذلك، بل نجدها مملكةً للإنسانية، فتدعم المحتاج، وتساعد المنكوب، وتهبُّ لنجدة المتضرر، وارتبط اسمها بأعمال الخير والنجدة والمساعدة.
إن هذه المكانة البارزة للمملكة صنعت صورةً مشرقةً ترسّخت في أذهان المواطنين، وزادت من انتمائهم وحبهم لبلدهم، فاحتفوا بكل مناسبات الوطن، ورفعوا علمه خفاقًا في المحافل العالمية، وأعلنوا للجميع عن هذا الحب الأبدي والانتماء العميق لهذا الوطن. وبإنجازات المملكة العملاقة، وجهودها الواضحة في صنع مسيرة حضارة متميزة في المجالات كافة؛ استطاعت وباقتدار أن تتبوأ مكانة مهمّة بين الدول.
فكل عام وأنتِ بخير يا بلادي، وكل عام وأنتِ ترفلين في ثياب العز والمجد، وكل عام ونحن نحتفل سويًّا بذكرى يومنا الوطني، ونحن بخير وعافية وإبداع وهمة تعانق القمة.