الثلاثاء, 29 شعبان 1444 هجريا.
الزيارات: 6499
التعليقات: 0

التعليم الإلكتروني وإمكانية التطوير

التعليم الإلكتروني وإمكانية التطوير
https://newspaper.su.edu.sa/?p=17498

نبعت فكرة التعليم الإلكتروني من حاجة الإنسان إلى طريقة تعلّم غير تقليدية، تتوافر في أي وقت؛ وتتميّز بإمكانية الوصول إليها من أي مكان.

ويعزى التطور الكبير في التعليم الإلكتروني إلى الطفرة التقنيّة في بدايات القرن الواحد والعشرين والتي أسهمت إسهاماً عظيماً في توفر التقنيات اللازمة لتفعيل مثل هذا النوع من التعلّم. فعلى سبيل المثال، توفّر أجهزة الكمبيوتر الشخصي خلق جوًا مناسبًا للتعلم الإلكتروني حسب الرغبة الوقتيّة والمكانية.

ولا ننسى النقلة النوعية في مجال الاتصالات والتي فتحت المجال للتعلّم الإلكتروني عن بعد، مما زاد التنوّع في آليات وطرق التعلّم وأتاح للمتعلّم العديد من مصادر المعلومات الرقميّة من جميع أنحاء المعمورة.

ويعد التعليم الإلكتروني الطريقة المناسبة لنقل المعلومة ونشرها عن طريق الأجهزة الإلكترونية المختلفة مثل: أجهزة الحاسب الشخصية، وأجهزة الهواتف الذكية، ويدخل من ضمن الأجهزة الإلكترونية أيضاً والتي تستخدم في التعليم الإلكتروني جهازي التلفاز والمذياع وغيرهما.

ولتوضيح فكرة التعليم الإلكتروني أكثر، يمكننا القول بأنه نظام تعليمي يمكن تفعيله عن طريق استخدام التقنية، وليس بالضرورة توفّر الإنترنت لتفعيله.

فالتعليم الإلكتروني ما هو إلا طريقة يمكن من خلالها تحويل المحتوى الورقي إلى محتوى رقمي يمكن نقله إلى الأجهزة الإلكترونية التي تدعم مثل هذا النوع من التعليم.

وعندما نودّ الحديث عن الإنترنت وإسهاماته في نقل التعليم الإلكتروني من كونه تعليم يمكن الاستفادة منه محلياً دون إمكانية الوصول إلى أي مصادر خارجية، فلقد ساهمت تقنية الإنترنت إلى نقل التعليم الإلكتروني إلى مستوى يمكن للمتعلم أن يبحث عن المعلومة في العديد من مصادر المعلومات المنتشرة بشكل كبير على الإنترنت والاستفادة منها في أي وقت وأي مكان.

مع إمكانية التعلم بالسرعة التي يفضّلها المتعلّم، وبالتالي، فلقد انتقلت فكرة التعليم الإلكتروني من كونه محليًا إلى كونه عالميًا ومرتبط بالعديد من المصادر المتنوعة.

وبما أن العالم يعيش تطوّرًا هائلًا في التقنية، فلقد توفر لدى المؤسسات التعليمية العديد من البرمجيات التي تدعم نظام التعليم الإلكتروني، الذي أصبح يطلق عليه نظام التعليم عن بعد في العديد من المؤسسات التعليمية بشقّيها التعليم العام والتعليم العالي في وقتنا الحالي، فعلى سبيل المثال، تولي وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية اهتمامًا كبيرًا بنظام التعليم الإلكتروني، كونه البديل الأول عن نظام التعليم التقليدي، والذي أثبت فعاليّته في استمرار العمليّة التعليمية خلال جائحة كورونا بكل جدارة ودون الإخلال بأي جانب من جوانب العمليّة التعليمية.

ولكن! هل من الممكن أن يكون هنالك تطوّر فوق التطوّر الحاصل؟

وللإجابة على مثل هذا الاستفسار، ينبغي علينا أن ننظر لتاريخ التعليم الإلكتروني، وكيفية انتقاله من مستوى إلى مستوى بسرعة فائقة، وهذا يزيل الشك في كون التعليم الإلكتروني يتطوّر يوماً بعد يوم وهذا يعود إلى التطور الهائل في التقنية وأنظمة الاتصالات المختلفة.

فعلى سبيل المثال، ظهور مصطلح التعلّم الملعّب (Gamified e-learning) ) مؤخراً زاد من فرص تطوير أنظمة التعليم الإلكتروني المختلفة لتصبح أنظمة تعليمية إلكترونية ذات خصائص مستوحاة من الألعاب الإلكترونية المختلفة والتي تحفّز المتعلّم وتزيد من حماسه تجاه التعلّيم الإلكتروني.

*رئيس قسم علوم الحاسب الآلي
كلية العلوم والدراسات الإنسانية بالقويعية

التعليقات (٠) أضف تعليق

أضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه. الحقول المطلوبه عليها علامة *

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>

*