في كل عام ومع كل ذكرى لليوم الوطني تمر علينا، تشهد المملكة العربية السعودية الكثير من الإنجازات التي نلاحظها جميعًا على أرض الواقع في مختلف المجالات وفي شتى ربوع المملكة، وذلك في إطار الرؤية الشاملة والطموحة التي وضعتها قيادتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان –حفظهما الله – والتي تسعى لتحقيق نهضة وانطلاقة قوية لاقتصاد المملكة وتنويع مصادره وعدم الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للدخل والاهتمام بالصناعة والسياحة والزراعة وغيرها من المجالات.
وقد حظي قطاع التعليم والبحث العلمي بمكانة متميزة في هذه الرؤية إيمانًا من حكومتنا الرشيدة بدوره كقاطرة للتنمية وأساس متين يمكن البناء عليه للتقدم والرقي، حيث أطلقت وزارة التعليم العديد من الخطط لتطوير مخرجات التعليم لتنسجم مع احتياجات التنمية وصناعة المستقبل ومتطلبات سوق العمل، استشعارًا من الوزارة بدورها في بناء وعي الإنسان وسلوكه، وتعزيز مشاركة الوزارة في ترسيخ قيم الانتماء للوطن والولاء للقيادة الرشيدة والمواطنة الصالحة في نفوس الطلاب والطالبات في مختلف مراحل التعليم.
وقد أثمرت هذه الخطط وهذا التوجه الذي تبنته الوزارة لرفع مستوى المنظومة التعليمية وتعزيز مكانة المملكة عالميًا وحصولها على مراكز متقدمة في المؤشرات الدولية وتعزيز صورة المملكة في المحافل الدولية، كما حققت الجامعات السعودية العديد من الإنجازات على المستوى الدولي في التصنيفات الأكاديمية المرموقة والمشهود لها بالكفاءة والمصداقية، حيث تبوأت العديد من جامعاتنا مكانة متميزة في هذه التصنيفات، مع دخول جامعات جديدة ضمن هذه التصنيفات في كل عام، مما يؤكد على التطور الذي تشهده هذه الجامعات.
ومن هذا التطور ما تبذله الجامعات السعودية من جهود في سبيل تحقيق أعلى معايير حوكمة الإدارة المالية، وترشيد الإنفاق وتنويع مصادر دخلها، لتعظيم إيراداتها وتوجيهها إلى الاهتمام بالارتقاء بالعملية التعليمية والجوانب الأكاديمية والبحثية، مما سيحقق طفرة كبرى في تحسين المخرجات والكوادر الوطنية ويمكنها من المساهمة بفعالية في تنمية ونهضة الوطن.
وفي هذه المناسبة الغالية علينا جميعًا لا يسعنا إلا أن نقدم الشكر لقيادتنا الرشيدة حفظها الله ولقيادات التعليم بالمملكة على ما يقدمونه من دعم ومتابعة ومساندة وخطط تطويرية، والشكر موصول لكافة أبناء الشعب السعودي الذين يبذلون كل جهدهم لخدمة هذا الوطن الكبير كل في موقعه، ونسأل الله جل وعلا أن يحفظ بلادنا وقيادتنا وشعبنا وأن يبارك جهود أبنائه لرفع راية الوطن عالية خفاقة في كل مكان.