د. منيف الملافخ
عضو هيئة التدريس بجامعة شقراء
لاشك بأن اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية يمثل مناسبة هامة وتاريخية تذكرنا بأمجاد الماضي وبطولاته وما قدمه الأجداد والآباء من تاريخ مشرف ساهم في تأسيس وبناء هذا الوطن الذي نعيش فيه ونفتخر بالإنتماء اليه.
هذه المناسبة وكما هو معروف يعود تاريخها الى عام 1351 هـ عندما أصدر الملك عبدالعزيز –رحمه الله – مرسوما ملكيا بتغيير اسم مملكة الحجاز ونجد إلى المملكة العربية السعودية بعد ان تحققت في تلك السنة مقومات التكامل والوحدة بين أجزائه ، وأزيلت عوامل الفرقة والتفكك بين أبنائه , وهي بلاشك مازالت وستبقى حدثا مهما ومحفورا في الذاكرة والوجدان السعودي.
هذه المناسبة التاريخية العظيمة وهذه التجربة الناجحة ساهمت في بناء دولة حديثة وقوية تحظى بمكانة وحضورعالمي وهي تجربة تستحق التأمل والتفكيرويجب الإستفادة من الدروس التي أفرزتها في مواصلة مسيرة البناء والتنمية للوطن والمواطن.
بعد أن من الله عليها بملوك عملوا بكل اخلاص وعزيمة وسخروا كافة الإمكانيات لبناء دولة عصرية بكل المقاييس وحشدوا لها القوى البشرية القادرة بالعلم وإكتساب المهارة والتواصل مع العالم الخارجي لتحقيق مستقبل ناجح ومتميز لأبنائها والوصول بوطنهم إلى أقصى درجات التقدم والتطور في كل المجالات ولا أدل على ذلك من تأكيد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله على أن هدفه الأول أن تكون بلادنا نموذجاً ناجحاً و رائداً في العالم على كافة الأصعدة، وأنه سيعمل على تحقيق ذلك.
وإذا كان اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية هو يوم تذكر الماضي والإفتخار به ويوم تجديد الولاء والانتماء للوطن ويوم الجد في العمل والإنجاز في الحاضر وحلم المستقبل الذي نتطلع اليه ونراه قريبا في رؤية المملكة 2030 فإنه من الواجب علينا استحضار أهمية الأمن والإستقرار في هذا الوطن في خضم اضطرابات كبرى وفوضى عارمة تجتاح أكثر دول المنطقة.
فالأعمال الإرهابية التي تمارسها إيران ضد دول الشرق الأوسط والخليج العربي تحديدا ومنها المملكة ودعمها للمليشيات الإرهابية في اليمن على الحدود الجنوبية للمملكة وفي سوريا ولبنان ودول عربية أخرى.
بالإضافة لتهديدات القاعدة وداعش في جنوب الجزيرة العربية تشكل تهديدا للأمن والإستقرار الأقليمي وللأمن القومي لهذا الوطن الغالي, وعلينا جميعا المساهمة في حماية وطننا واليقضة والتعاون وأن نشكل خط الدفاع الأول ضد اي معتدي يحاول زعزعة امننا واستقراروطننا.
كما يجب علينا التأكيدِ على وحدةِ صفِنا وترابطِنا الاجتماعي ونبذِ كل أنواعِ التطرفِ والغلوِ والتفرقةِ ودعمِ كل خطط التنميةِ وبرامجِ التطويرِ ومبادراتِ التقدم والنمو الإقتصادي والصناعي ، وتحقيق رؤية المملكة 2030 والتي ستنقل الوطن الى آفاق واسعة من التطور والرفاه. حفظ الله الوطن وحفظ قيادته وحفظ أمنه وإستقراره.