الأحد, 4 رمضان 1444 هجريا.
الزيارات: 1354
التعليقات: 0

رؤية المملكة 2030 وقمة G20: قمة استثنائية ومنجزات تاريخية

رؤية المملكة 2030 وقمة G20: قمة استثنائية ومنجزات تاريخية
https://newspaper.su.edu.sa/?p=14959

د. يوسف بن محمد بن إبراهيم الهويش

المشرف العام على إدارة الاستثمار والأوقاف بجامعة شقراء

 

تفخر المملكة العربية السعودية باستضافة القمة 15 لقادة مجموعة العشرين G20 والتي أتت في ظروف استثنائية بسبب جائحة كورونا وعقدت القمة افتراضياً على مدى يومين خلال الفترة من 21 إلى 22 نوفمبر في عام 2020 .

وهي القمة الأولى  لمجموعة G20 العشرين  التي تستضيفها  السعودية وثاني قمة تحتضنها منطقة الشرق الأوسط .

وتهدف إلى تنسيق التعاون الدولي ومناقشة النماذج الابتكارية التي توازن بين الاقتصاد والصحة لمواجهة جائحة كورونا التي لا تزال تضرب اقتصاديات العالم من جهة وإعادة الدوران إلى عجلة الاقتصاد العالمي والنمو المستدام من جهة اخرى.

ومجموعة العشرين G20 هو المصطلح  السياسي للمنتدى الرئيسي للتعاون الاقتصادي الدولي الذي يضم قادة من جميع القارات يمثلون دولًا متقدمةً وناميةً تأسست في عام 1999م، لتُعقد على مستوى وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية.

وفي أعقاب الأزمة المالية في عام 2008م، تم رفع مستوى المشاركة في المجموعة لتضم (19) من قادة الدول الأعضاء بالإضافة إلى الاتحاد الاوروبي يجتمعون سنوياً لمناقشة القضايا المالية والقضايا الاجتماعية والاقتصادية والتنموية، علماً أن القمة الأولى انعقدت في واشنطن في نوفمبر 2008م.

وقد احتضنت مدينة الرياض الاجتماع الافتراضي الاستثنائي لقادة   G20في  02 شعبان 1441 هـ الموافق 26 مارس 2020 . وتمثل الدول الأعضاء في مجموعة العشرين، مجتمعةً، حوالي 90% من الناتج الاقتصادي العالمي، وثلثي سكان العالم، وثلاثة أرباع حجم التجارة العالمية.

كما أن هذه القمة هي آخر اجتماع برئاسة المملكة العربية السعودية لمجموعة العشرين، برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود –حفظه الله – يستضيف خلالها قادة مجموعة العشرين G20 والدول المدعوة ورؤساء المنظمات الدولية.

وتحمل قمة هذا العام أهمية أكبر حيث يتطلع العالم إلى جهود مجموعة العشرين في حماية الأرواح وسبل العيش والمساعدة في  التعافي من جائحة كورونا.

 وتأتي تحت عنوان “اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع​” وتم خلالها مناقشة ثلاثة محاور رئيسة هي: تمكين الإنسان، المحافظة على كوكب الأرض، وتشكيل آفاق جديدة .

لقد وفرت رئاسة المملكة لمجموعة العشرين  G20في 2020 ، فرصاً فريدةً  لمشاركة قصص النجاح والدروس المستفادة الناتجة من تطبيق رؤيتها مع دول العالم أجمع، والاستفادة من تجارب الدول الأعضاء في المجالات ذات الصلة.

كما تعكس مكانتها السياسية المهمة في المنطقة وأدوارها الهامة التي تؤديها في استقرار الاقتصاد العالمي، حيث تشهد المملكة العربية السعودية إصلاحات اقتصادية واجتماعية جوهرية في إطار رؤية المملكة 2030 التي أطلقتها في عام 2016م.

وتوضح رؤية 2030 الأهداف والتوقعات طويلة المدى للمملكة العربية السعودية، وهي تستند إلى نقاط القوة والقدرات الفريدة التي تتمتع بها المملكة ، وتعتمد على ثلاث ركائز هي: مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح.

وتهدف المملكة أيضاً إلى أن تكون بين الدول الخمس الأولى في مؤشر مسح الحكومات الإلكترونية محاربة الفساد من مسارات عمل مجموعة العشرين، وترغب المملكة العربية السعودية في الارتقاء بمركزها في مؤشر الفاعلية الحكومية من 80 إلى 20.

إذ أجرت المملكة تغييرات جذرية في نظام مكافحة غسيل الأموال ومحاربة تمويل الإرهاب بحيث تتوافق أطرها القانونية والمؤسسية مع أحدث توصيات مجموعة العمل المالي.

كانت السعودية من أوائل الدول التي استشرفت خطورة وباء كورونا، وكانت من أكثر الدول حرصاً على حماية مواطنيها والمقيمين فيها وزوارها من خطر هذه الجائحة.

وقامت بقرارات شجاعة وتاريخية تظهر كيف يكون حرص الدول على شعوبها، لتصبح التجربة السعودية خلال الجائحة- بشهادة منظمات دولية في مختلف التخصصات والاهتمامات – من أهم وأنجح التجارب العالمية، ولأن السعودية تتولى رئاسة قمة العشرين.

فقد ارتأت ضرورة التحرك على المستوى العالمي واتخاذ التدابير الجماعية لاحتواء تفشي هذا الوباء العالمي واستضافت عدة قمم افتراضية على مستوى وزراء الاقتصاد والطاقة والمالية والصحة في المجموعة، وذلك لدعم الاستجابة اللازمة لمقاومة تفشي كورونا وحماية النمو الاقتصادي العالمي من الصدمات نتيجة تأثيرات هذا الوباء.

واستطاعت من خلال قيادتها لهذه القمة تنسيق الجهود بين دول المجموعة ومع المنظمات الدولية بكل الطرق اللازمة لتخفيف آثار هذا الوباء ووضع سياسات استباقية على مستوى العالم متفق عليها لتخفيف آثاره على كل الشعوب والاقتصاد العالمي، كان أبرز تلك القرارات هو تخصيص 21 مليار دولار لسد عجز تمويل الفجوة الصحية دولياً، وضخ 11 تريليون دولار لحماية الاقتصاد العالمي، وتعليق سداد 14 مليار دولار من أعباء ديون الدول الأكثر فقراً.

حفظ الله بلادنا وأدام عزها وسدد على الخير قائد مسيرتها وولي عهده الأمين ..

 

التعليقات (٠) أضف تعليق

أضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه. الحقول المطلوبه عليها علامة *

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>

*