د. طلال الشريف
الهوية الوطنية في مفهومها الواقعي التزام على مستوى الأفراد والجماعات بالموروث الثقافي والتاريخي والإسهام في تطور واقع الحضارة الإنسانية المعاصرة ومستقبلها وتعزيز الهوية الوطنية يقوم على أدوات رئيسية تدعمها اجتماعياً وسلوكياً أهمها العقيدة والإيمان باعتبارها أساس القيم البشرية وكذلك اللغة والتعليم والإدارة والقيادة والإعلام والفنون والثروة.
والتطورات المعاصرة التي يشهدها العالم والثورة الرقمية التي فجرتها وسائل التقنية والتواصل الحديثة وما صاحبها من إلغاء الحدود الفضائية والفكرية بين دول العالم وانفتاح الإنسان على الإنسان بغض النظر عن الحدود الجغرافية التقليدية وما أسفرت عنه تلك الثورة الرقمية من تهديدات ومخاطر على الهويات الوطنية شكلت ضرورة لمعظم الدول للعناية بهوياتها الوطنية من خلال وضع الاستراتيجيات المناسبة للمحافظة على خصوصياتها الثقافية والحضارية وتعزيز قيم الانتماء والولاء والمواطنة.
والمملكة العربية السعودية أعزها الله بخصائص وسمات متفردة عن غيرها من دول العالم ، ولم تعاني من أزمة هوية كتلك التي تعيشها كثير من الدول ، بل يشار لها بالبنان في المحافظة على هويتها الخاصة ، وقد وضعت برامج رؤية ٢٠٣٠ الإنسان السعودي هدفها الأساسي وأهمها برنامج تعزيز الشخصية السعودية إدراكاً منها بأهمية المحافظة على هويته وتعزيز قيمه العملية وممارساته اليومية.
حيث يركز البرنامج على تعزيز قيم الوسطية والاعتدال والتسامح والإتقان والانضباط والعدالة والشفافية والعزيمة والمثابرة وغرس المبادئ والقيم الوطنية وإرسائها على القيم الاسلامية وتعزيز الخصائص الشخصية والنفسية التي من شأنها قيادة وتحفيز المواطن السعودي نحو النجاح.
وها هي جامعتنا الفتية جامعة شقراء تتبنى إقامة أول مؤتمر من نوعه على مستوى الجامعات السعودية عن الهوية الوطنية في ضوء رؤية ٢٠٣٠ كجزء من رسالتها الوطنية والتزامها الذي أعلنته منذ عام تحت شعار مستعدون للمستقبل ومشاركون في صناعته.
وهدفت الجامعة من المؤتمر تعزيز الهوية الوطنية وغرس قيم الانتماء والولاء الوطني وقيم الوسطية والتسامح ، ودعم برنامج تعزيز الشخصية السعودية كأحد أهم البرامج الاستراتيجية لرؤية 2030 ، وعرض التجارب العالمية والرؤى الاستشرافية في مجال تعزيز الهوية الوطنية.
وسيتناول محوره الأول الهوية الوطنية السعودية في ضوء مسيرة التطوير والتحديث من خلال أبعاد التأصيل الشرعي لمضامين الهوية الوطنية وغرس قيم الانتماء والولاء الوطني وقيم الوسطية والتسامح والاعتدال، والشخصية السعودية في ضوء التحديات المعاصرة والقيم الايجابية التي ترسخ مفاهيم الهوية الوطنية وثقافة الابداع والابتكار وريادة الأعمال ، التراث الوطني في ضوء متطلبات رؤية المملكة العربية السعودية 2030.
وسيتناول المؤتمر في محوره الثاني دور القطاعات التعليمية والمؤسسات الوطنية الأخرى في تعزيز الهوية الوطنية السعودية وتحديداً دور الجامعات السعودية ومؤسسات التعليم العام في تعزيز الهوية الوطنية.
وتعزيز مشاركة الأسرة في التحضير لمستقبل أبناءها ومؤسسات المجتمع المدني في تعزيز الهوية الوطنية ، دور القطاعات الحكومية الأخرى في تعزيز الهوية الوطنية.
ودور القطاع الخاص في تعزيز الهوية الوطنية ، وتوطين الصناعات الوطنية الواعدة.
وسيتناول المؤتمر في محوره الثالث التجارب العربية والعالمية والرؤى الاستشرافية في مجال تعزيز الهوية الوطنية.
إنها دعوة لكل المهتمين والمتخصصين لحضور المؤتمر والمشاركة في مناقشاته وحواراته بما يسهم في تحقيق غايات برنامج تعزيز الشخصية السعودية.
مقرر مؤتمر الهوية الوطنية في ضوء رؤية المملكة العربية السعودية 2030