الجمعة, 9 رمضان 1444 هجريا.
الزيارات: 766
التعليقات: 0

مستقبل اللغة العربية في الجامعات العلمية

مستقبل اللغة العربية في الجامعات العلمية
https://newspaper.su.edu.sa/?p=779

 

لقد ميز الله الإنسان باللغة عن سائر المخلوقات ورفعه بالعلم درجات؛ فمنحه القدرة على الإبانة والكشف عما يعتمل في نفسه من المعاني، ثم جعل اللغة مستودع معرفته وحافظ هويته بين الأمم، فصارت الأجيال تتناقل علومها ولغاتها كابرا عن كابر. وقد هيأ الله- جل وعلا- للمعرفة قنوات خاصة، تنقل العلوم بين أفراد الأمة وتثقف بها أجيالها. فإذا كان ذلك هو حال اللغات جميعا فإن الله قد زاد العربية شرفًا حين أنزول القرآن الكريم  بها، وجعل فهمها والتفقه فيها شرطا لفهم التشريع والتفقه فيه، ما فرض تقديرها على أبنائها، حتى غدت بينهم علما مقدسا. ولأن الجامعات هي حواضن العلم اللغوي المتخصص، فقد صارت مسؤوليتها مضاعفة في هذا الجانب؛ جانب رعاية اللغة والمحافظة عليها في كل الأقسام ومختلف التخصصات. ولأن جامعتنا الطموحة ( جامعة شقراء) تتجه نحو إغلاق أقسام اللغة العربية في كلياتها الإنسانية، فإن من واجبها أن تبحث عن روافد أخرى لتعزيز تلك اللغة بعد خطوة الإغلاق، حتى لا تصير العربية غريبة على أبنائها خريجي الجامعة. ولأن العناية باللغة وحفظها مما يتناسب مع أهداف الجامعة ورؤيتها في تنشئة جيل يعنى بثوابت الأمة وقيمها، التي تعد اللغة من أهمها، ومن باب النهوض بجانب البحث العلمي الرصين، الذي يعتمد لغة صحيحة سليمة، وحرصا على منح الطلاب- بعد إغلاق أقسام اللغة العربية- معرفة لغوية جيدة، أقترح زيادة مقررات اللغة العربية في التخصصات العلمية الجديدة، تأكيدًا على أهمية اللغة العربية في تقوية الهوية والانتماء وهذا على مستوى الطلاب، أما على مستوى أعضاء هيئة التدريس فأقترح أن تطلق أقسام قسم اللغة العربية في الجامعة ندوة علمية دورية؛ تقيمها الجامعة بشكل سنوي لمتخصصي اللغة العربية في كلياتها المختلفة؛ بحيث تدور المحاور كل عام على القضايا ذات الصلة باللغة وبتجربة إغلاق كلياتها، وهذا المقترح يحتاج إلى مرحلة إعداد يتكفل بها الأعضاء مسبقا، من خلال اقتراح المحاور الرئيسة، والإعلان عنها، واستقبال طلبات المشاركة، وفرز الأبحاث، وغير ذلك من الخطوات المهمة في هذا السياق، مع ضرورة مشاركة الكليات التي مازالت تحتضن أقسام اللغة العربية ضمن تخصصاتها، وحبذا أيضا لو أتاحت الجامعة الفرصة للباحثين المميزين من أنحاء المملكة ومن خارجها للمشاركةما يبرهن على اهتمام الجامعة بها وحرصها على المحافظة عليها، ويدفع وهم من يذهب إلى أن هذا الإجراء يأتي محاولة للتخلص من أحمالها والتخفف من أعبائها. ويأتي هذا الاقتراح تحقيقًا للرؤية المستقبلية لهذه الجامعة العريقة، وحرصا- في الوقت ذاته- على حماية لغتنا العظيمة من الامتهان الذي قد يؤدي إلى تراجع الاهتمام بها بين الأساتذة والطلاب.

د.دلال بنت بندر المالكي

قسم اللغة العربية

كلية العلوم والدراسات الإنسانية بحريملاء

التعليقات (٠) أضف تعليق

أضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه. الحقول المطلوبه عليها علامة *

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>

*