شقراء –د. البندري بنت ضيف الله المطيري :
الطالبة نورة حسين الجامع، موهبة شابة تشقّ طريقها في عالم الرسم بشغف وإصرار، مسكونة بعزيمة واثقة، وطموح حثيث، لبلوغ مكانة فنية مرموقة في فضاء الفرشاة والألوان، وأن تنقش اسمها بين أسماء الرسامين العالميين.
عمرها واحد وعشرون عامًا، تدرس تخصّصًا بعيدًا عن الرسم، هو القانون، إلّا أنّ للألوان والخطوط قوانين وحقوقًا تدركها نورة، وتحاول أن تراعيها كي لا تظلم لوحاتها.
كانت أولى تجاربها في الرسم بورتريه لطفلة صغيرة عام 2014، ثمّ أُولعت بالرسم وتفرّغت له إلى حد أنها أهملت دراستها، وبعد سنوات سبع من الممارسة والتجريب والاطلاع وصلت إلى المستوى الذي طمحت إليه، بل تجاوزته، وذلك حين شرعت تستعمل خامات عدة في رسوماتها، مثل (البان باستل)، و(سوفت باستل)، وألوان الخشب.
ثم إنّها جعلت خامة الفحم والرصاص محور اهتمامها، ومحط تركيزها، خشية تشتّت جهودها، فأثمر هذا الأسلوب ونجحت فيه.
تقول نورة إنها اعتادت أن تمارس موهبتها في آخر الليل بعيدًا عن الصخب، حيث تساير الموسيقى أناملها، وتنساب الخطوط باطمئنان في فضاء لوحاتها.وبعد أن لمست نورة تحسُّن مستواها في الرسم، دخلت عالم التواصل الاجتماعي (السوشال ميديا)، حيث نشرت مجموعة من رسوماتها.
ولم تكتف نورة بالرسم، بل ضمّت إليه النحت بالفخّار الحراري، واختارت أن تنحت أعضاء الجسد كمرحلة أولى، وتنوي أن تنتقل إلى أشكال أخرى.
تأثّرت نورة بمجموعة من الرسّامين، وأكثر مَن شدّ انتباهها واسترعى اهتمامها الرسّام السعودي المعروف (علي يوكو).
وكذلك استفادت من موقع اليوتيوب، حيث كانت تحاكي اللوحات بعد أن تشاهد طريقة رسمها وتلوينها. هذا إلى جانب أنها ترتاد المعارض والوُرش الفنية وتعاين كيف ينفذ الرسامون لوحاتهم.
لكنها لم تصقل موهبتها بالدراسة النظرية، ولم تتلقَّ دروسًا في الرسم من معهد متخصص، ولا تنوي ذلك، لاسيّما أنها منشغلة بتخصصها الجامعي، لكن ربما ستنخرط في دورات مستقبلية لصقل موهبتها أكثر.
نورة تكون غالبًا واقعية في اختيار مواضيع رسومها، ولا تجنح إلى الخيال والسريالية. كذلك ترى أن ممارستها للرسم هو نوع من تفريغ الطاقة، والمحاكاة لرسومات مميزة تستميلها. لكن لم تصل إلى درجة أن تتبنى قضايا اجتماعية وغيرها في رسومها، وربما يحصل ذلك مستقبلًا مع تطوّر موهبتها ورسوخ مهارتها الفنية، واكتسابها لثقافة فنية تجعلها مدركة لواقع المشهد الفني المحلي والعالمي، واتجاهاته، ومكامن تميّزه، وأسباب إخفاقاته.
على أن نورة تواجه كثيرا من المواقف الاجتماعية الرافضة لموهبتها، ضمن المجتمع عمومًا، وبعضها في نطاق العائلة لكن بصورة أقل. وترى أنّ هذا يحدّ من تقدّمها، ويؤخّرها عن بلوغ هدفها وتحقيق طموحها المنشود.
على صعيد مسابقات الرسم، فقد شاركت نورة في مسابقتين، إحداهما نظمتها كلية القانون، حيث فازت فيها. وكذلك فازت في المسابقة الثانية في الانستغرام. وتنوي المشاركة في معرض الجامعة حين يُقام إن شاء المولى تعالى.