د. طلال الشريف
عميد كلية التربية بعفيف
بعهد جديد وعدد قليل من الرجال كلاً منهم يساوي الف رجل وبقائد استثنائي بزغ فجر اليوم الخامس من شهر شوال من العام 1319هـ باستعادة الموحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل ال سعود يرحمه الله مدينة الرياض ملك آبائه وأجداده في صورة صادقة من صور البطولة والشجاعة والاقدام متوكلاً على الله وعاملاً بكتاب الله وسنة رسوله وسائراً على نهج أجداده في الدولتين السعوديتين الأولى والثانية المتمثل في إقامة شرع الله على العقيدة الصحيحة الوسطية المعتدلة .
وسرعان ما أمتد سلطانه إلى كامل شبه الجزيرة العربية في تأييد ودعم ومساندة منقطعة النضير من مختلف القبائل في عملية انصهار وطني لم تسبق عبر التاريخ الحديث، ليعلن عن قيام المملكة العربية السعودية في 23 سبتمبر عام1932. لقد توحدت القلوب على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فتوحدت ارجاء البلاد واينعت تلك الجهود أمناً وأماناً واستقرارا وتحول المجتمع من قبائل متناحرة الشعب متحد ومستقر .
وبعد أن أرسى طيب الله ثراه دعائم الحكم اتجه نحو بناء علاقاته الدولية وسياساته الخارجية مرتكزاً على مكانة المملكة العربية السعودية الإسلامي وعلى مقدراتها الوطنية حتى صنع لدولته مكانة مرموقة كإحدى القوى الدولية المؤثرة.
واليوم الوطني للملكة العربية السعودية فيه اطمئنان بالانتساب إلى قبلة المسلمين مكة المكرمة ومزار الحبيب المصفى عليه أفضل الصلاة والسلام وفيه اعتزاز بكونه الوطن الذي لم تطأه أو تحتله قدم المستعمر ولم تشوهه الأطماع القيادية الشخصية.
ولم تدنسه العقائد المضطربة وفيه تذكير للأجيال الجديدة بقيمة الوطن ومقوماته في هذا العصر الذي تداخلت فيه الهويات وتعددت فيه وسائل التأثير وكثرت فيه الاضطرابات والحروب وفيه تذكير بكافة الإنجازات التي قام بها من سبقوهم والحرص على غرس القيم الحضارية في نفوسهم للسير قدماً وتقديم أفضل صورة عن بلدهم في كافّة المحافل الدوليّة ونشر الوعي حول ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية.
اليوم الوطني لبلادنا مناسبة مجيدة للاحتفاء بإنجازاته التاريخية والمعاصرة وأهمها شرف خدمة قاصدي الحرمين الشريفين من الحجاج والمعتمرين والزوار والوحدة الوطنية والترابط واللحمة بين القيادة والشعب وبناء اقتصاد جيد جعلنا أحد القوى العشرين على مستوى العالم ودورنا المؤثر في استقرار الاقتصاد العالمي من خلال ضمان استمرار تدفق النفط كأهم مورد اقتصادي للحضارة الإنسانية ودورنا البارز في حفظ الآمن والاستقرار في الشرق الأوسط والتوازنات الدولية بسياساتنا الخارجية ذات النفس الطويل.
فضلاً عن التقدم الكبير في مؤشرات التنافس العالمية على مستوى الاقتصاد والتعليم والخدمات الاجتماعية وفوق كل ذلك تبني رؤية وطنية حضيت بالتفاف شعبي كبير وتحول نوعي في طبيعة الاقتصاد السعودي للتوجه نحو خلق مشروعات اقتصادية تنموية غير معتمدة على النفط بهدف تشكيل صورة حديثة ومتطورة للمملكة العربية السعودية كدولة اقتصادية منتجة وليست دولة رعوية ومواكبة للتطورات العالمية في اقتصاديات السوق ومبدعة في استكشاف واستثمار مواردها الطبيعية الهائلة .
اليوم الوطني لبلادنا هو تفاؤل بالمستقبل واستشراف لأبعاده وعمل جاد وحثيث لنثر ابداعات السعوديين والسعوديات اللذين يقودون ملحمة جديدة من ملاحم التحديث والتطوير لوطنهم بقيادة استثنائية جمعت بين الخبرة التاريخية والإدارية والسياسية الطويلة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وبين الطموح الذي سيبلغ عنان السماء لولي العهد الأمير محمد بن سلمان مهندس التحولات الوطنية الضخمة في كل المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وصانع الحضارة السعودية الجديدة بروح الشباب وعطاءهم وحماسهم .
كل عام ووطننا في تطور ونماء وخير ورخاء