د/ حليمة بنت محمد حكمي
أستاذ مساعد المناهج وتقنيات التعليم
جامعة شقراء /كلية العلوم والدراسات الإنسانية بضرماء
hakami@su.edu.sa
تعيش المملكة العربية السعودية في الفترة الحالية تجربة تعليمية جديدة، تعتمد على الاستفادة من التطورات التكنولوجية الحديثة (منصات تعليمية، مؤتمرات فيديو، فصول افتراضية … الخ) في تقديم العملية التعليمية عن بعد، لأن تلك التكنولوجيا تساهم في الحصول على المعرفة بكل يسر وسهولة.
وتلعب دوراً كبيراً في التقدم والازدهار، إلا أن التحول السريع من التعليم التقليدي إلى التعليم الإلكتروني، أدى إلى تغيرات جوهرية في جميع عناصر العملية التعليمية، شمل تأثيرها المعلم والمتعلم، وأساليب التعلم وآليات الحصول على المعرفة.
وبالتالي أصبح التربويون مطالبين بالبحث عن أساليب ونماذج وطرق وتقنيات تعليمية جديدة؛ لمساعدة المتعلم على التعلم، ولمواجهة العديد من التحديات التي تواجه المنظومة التعليمية.
فالتعليم الإلكتروني البديل عن التعليم التقليدي، والقائم على الاستفادة من التطورات التكنولوجية الحديثة، لابد أن يتم وفق أسس وخطوات مدروسة، تبدأ بالإدراك والوعي بأهمية التعليم الإلكتروني في ظل الظروف الراهنة من قبل كلاً من الهيئة التعليمية والإدارية العليا، يليها دراسة البيئة التعليمية وتحديد الإمكانات المتوفرة والغير متوفرة؛ لاختيار التكنولوجيا الملائمة، وتوفير المتطلبات الناقصة.
ثم تدريب المعلمين وأعضاء هيئة التدريس لاستخدام التكنولوجيا الحديثة، وأخيراً نشر الوعي بأهمية التعليم الإلكتروني، لدى الطلاب وأولياء الأمور.
حيث إن توضيح الفوائد الحقيقية المؤكد حصولها بإذن الله جراء استخدام التكنولوجيا الحديثة في التعليم الإلكتروني يؤدي إلى إقناع المستفيدين بأهميتها ويزيد من حماسهم في استخدامها.
وتُعد الجهود التي قامت بها وزارة التعليم والجامعات بالمملكة العربية السعودية، خير مثالاً على أن التعليم الإلكتروني قام وفق أسس وخطط مدروسة، وفي هذا دلالة كبيرة على أن تعليمنا الإلكتروني سيحقق النجاح في المستقبل القريب.
وفي ذات السياق على التربويين الاستفادة من التطور السريع في تقنيات الاتصال في دعم العملية التعليمة، واستخدام التقنيات المناسبة لشرح المادة العلمية وتقديم الأمثلة، والتواصل مع الطلاب.
وحث الطلاب على التفاعل والمشاركة في المناقشات الإلكترونية وكتابة تعليقاتهم ومداخلاتهم، وتكليفهم بمهام وواجبات تطبيقية، ومراجعتها لهم بالاستفادة من أدوات التفاعل في المنصات التعليمية، فهي أساليب تجعل الطلاب أكثر متعة وجرأه، وتسمح بإبداء الرأي ونشر المعلومات في أي وقت وبدون خوف.
كما أنه على الطلاب وأولياء أمورهم، دور كبير في نجاح التعليم الإلكتروني، وذلك من خلال: توفير بيئة منزلية مهيأة، وتجهيز المتطلبات التقنية التي تسهل عملية متابعة الدروس عن بعد -كجهاز حاسب آلي موصول بشبكة الإنترنت ومدعوم بمتصفحات إنترنت من الإصدارات الحديثة- وإجادة استخدام المنصات التعليمية، وبرامج أوفيس والبريد الإلكتروني، والحرص على تطوير المهارات التقنية.
وحضور الدورات التدريبية التوعوية والاطلاع على الأدلة الإرشادية، وعدم رفض تجربة التعليم الإلكتروني، لأن التغيير من سنن الحياة، ولأن الظروف الراهنة تجعل التغيير أمرا محتوما ولابد من التكيف معه.
أخيراً: لنتذكر دائما مبدأ كل تغيير له ثمن فإما أن تدفع ثمن التغيير أو تدفع ثمن عدم التغيير، والعاقل من أتعب نفسه اليوم ليرتاح غداً.
فنجاح التعليم الإلكتروني يتطلب تضافر جهود كل من الإدارة العليا، والمعلمين، والطلاب وأولياء الأمور، وتعاونهم؛ لمواجهة الصعوبات وتحقيق تعليم إلكتروني ناجح.