الأربعاء, 30 شعبان 1444 هجريا.
الزيارات: 941
التعليقات: 0

وطنُ العِزة وشعبُ العَزيمة ومَلكُ العزم

وطنُ العِزة وشعبُ العَزيمة ومَلكُ العزم
https://newspaper.su.edu.sa/?p=2895

بقلم د. سناء فضل الدين جان
أستاذ الأصول الإسلامية للتربية المساعد وكيلة كلية التربية بعفيف

عندما يكون الوطن متفرداً بشموخه وتاريخه وبقاعه الطاهرة؛ فإنه يكون مصدر فخر وعزةٍ للمواطن الذي يحيا على أرضه ويعمر أرجاءه ويُعلي بنيانه .

وعندنا يكون الشعب محباَ لمليكه ومنتمياً لوطنه؛ فإن عزيمته تُناطح السحاب وتنطلق نحو القمم .

وعندما يكون قائد الوطن ملكاً متميزاً بالحكمة والهيبة والسلطان والقيادة والرؤية والريادة؛ فإنه مَلكُ الحزم ِوالعزم الذي اجتمعت حوله قلوب المواطنين وأعلنوا له البيعة والولاء وشهد له الداني والقاصي على عطائه وريادته وتفرده .

إنه وطننا الحبيب ومملكتنا الغالية؛ عزتها وعزيمةُ شعبِها وعزمُ ملكها الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله؛ مقومات لا تتكرر في كل بقعة في العالم ولا في أي زمن في التاريخ؛ بل هو التفرد والتميز بمقوماتٍ حباها الله تعالى لوطننا الغالي من عُمق عربي وإسلامي وموقع استراتيجي يتوسط قارات العالم وتراث أصيل وشرف هبوط الوحي ونزول القرآن الكريم .

وحقٌ للوطن أن نُكِن له ونُظهر له كل حُب وولاء وانتماء وفخر واعتزاز؛ ليس كشعار يُرفع؛ بل كمبادئ وقيم نحملها وسلوكيات نطبقها، فحب الوطن والولاء له يتجسد في البذل والعطاء والتفاني والعمل الدؤوب من أجل رفعته وعزته وتقدمه، والتضحية من أجل حمايته والذود عنه والدفاع عن حمِاه ببذل النفس والمال والجهد .

إن حُب الوطن والولاء له يظهر في كل ممارسات الحياة سواء على مستوى الفرد أو المجتمع ومؤسساته المختلفة؛ فالأسرة ومؤسسات التعليم من مدارس وجامعات مسؤولة عن غرس العقيدة الإسلامية التي تعتبر الأساس المتين الذي تبنى عليه التربية الصالحة والتنمية الشاملة للأفراد والغرس والتعزيز للمبادئ والقيم بما فيها قيم الانتماء للدين والوطن.

كما أن جميع مؤسسات المجتمع وقطاعات العمل مسؤولة عن تعميق قيم المواطنة لدى الأفراد وتحقيق متطلباتها، والتحفيز للعطاء وتجويد العمل وإتقانه، وتقديم المبادرات الإيجابية للتطوير والتحسين، وتقديم الشراكات الاجتماعية الفعالة والتي تعزز أواصر الترابط والتلاحم والاتحاد والتعاون بين أفراد المجتمع.

كما أن لوسائل الإعلام الدور الأكبر في تنمية المشاعر الإيجابية وترسيخ السلوكيات المرغوبة نحو الوطن والمواطن، ونشر ثقافة الحقوق والواجبات، والمسؤولية والالتزام .

إن استشعار كل فرد وقيام كل مؤسسة بدورها نحو الوطن، هو الأساس الذي تنطلق منه رؤية المملكة 2030، لأن فيه تعزيز لمكامن القوة في المجتمع والتي ستدفع نحو تحقيق التحول الوطني المنشود والذي تحقق بحمد الله في كثير من المجالات.

فالرؤية بمحاورها الثلاث : مجتمع حيوي واقتصــاد مزدهــر ووطــن طمــوح؛ تُركز على تفعيل دور المواطن نحو وطنه، وتحديد واجباته ومسؤولياته في الحاضر ونحو الأجيال القادمة، بل إن رؤية الوطن سعت إلى تزويد المواطن بعوامل النجاح والقوة؛ بعنايتها بالأسرة والبيئة وجودة الحياة، وتطوير منظومة الحياة الاجتماعية والصحية، والاستثمار في التعليم والتدريب، وتزويد الأفراد بالمعارف والمهارات اللازمة لوظائف المستقبل لدعم التنمية الاقتصادية، والتركيز على تنويع مصادر الاقتصاد لضمان استدامته، وكل هذا يصب في رفاهية المواطن وتوفير حياة كريمة له .

إن الوطن الذي يقدم كل ذلك لمواطنيه، وبدعم وقيادة حكيمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان حفظه الله؛ يستحق أن نجود له بولائنا وإخلاصنا ومحبتنا، وأن نكرمه بعملنا وإبداعنا وابتكاراتنا، ونسابق بهمتنا كل الأمم للوصول للقمم .

ولتسعد يا وطني في يومك وفي الذكرى 89 لتوحيدك وانطلاقة أمجادك، وليصمت أعداء الوطن الذي ضاقت عليهم الدنيا وعجزت قلوبهم وجوارحهم عن كظم الغيظ حتى بلغ الحسد والحقد مبلغه فسعوا في السر والعلن إلى أعمال التخريب والتشويه والتأليب.

ولكن مهما بذلوا فلن يفلحوا؛ فالشعب السعودي توثقت علاقته بحكامه وقياداته بروابط راسخة من العقيدة والعادات والتقاليد وقيم الولاء والانتماء والطاعة، والتي تظهر في كل المواقف، بل تزداد قوة وترابطاً في الأزمات .. وليحفظك الله يا أغلى وطن .

التعليقات (٠) أضف تعليق

أضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه. الحقول المطلوبه عليها علامة *

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>

*