الأربعاء, 30 شعبان 1444 هجريا.
الزيارات: 1202
التعليقات: 0

يوم المعلم

يوم المعلم
https://newspaper.su.edu.sa/?p=14021

د. يوسف بن محمد بن إبراهيم الهويش 

المشرف العام على إدارة الاستثمار والأوقاف بجامعة شقراء
 قم  للمعلمِ وفّهِ التبجيلا              كاد المعلمُ أن يكونَ رسولا

  أعَلِمتَ أشرفَ أو أجل من الذي                      يبني ويُنشئُ أنفساً وعقولا
سُبحانكَ اللهم خيرَ معلمٍ                        علّمتِ بالقلمِ القرونَ الأولى
أخرجتَ هذا العقل من ظُلُماتهِ                                 وهَديتهُ النورَ المبينَ سبيلا

وطبعته بيدِ المعلمِ تارة                      صدئ الحديدُ وتارةً مصقولا

 

لا يختلف اثنان من التربويين والخبراء والكتاب في كافة المستويات والتخصصات على الدور المحوري للمعلم في تحقيق أهداف وفلسفة المجتمع وأنه لا يمكن أن تتحقق أهداف النظام التعليمي في بلد ما إلا بوجود المعلم المؤهل مهنياً وأكاديمياً، فقد أوكل المجتمع للمعلم مهمة بناء المواطن الصالح المنتج .

وتحتفل دول العالم في الخامس من أكتوبر من كل عام بيوم المعلم الذي يعتبر مناسبة لتكريم صاحب الرسالة السامية والأدوار العظيمة المجتمعية العظيمة ، وما الاحتفال بيوم المعلم إلا لمسة وفاء وتقدير نحو فئة من أبناء المجتمع نذرت نفسها لبنائه من خلال عطاء سخي دائم في تعليم الأجيال وبناء الإنسان وإعداد النشء في كل التخصصات والمهن. إنها فرصة للاحتفال بالإنجازات الوطنية والنظر في طرق كفيلة بمواجهة التحديات من أجل تعزيز مهنة التدريس.

ويجري تنظيم هذا اليوم العالمي للمعلمين بالشراكة بين منظمة الأمم المتحدة للطفولة، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة العمل الدولية والاتحاد الدولي للمعلمين.وقد أصدرت منظمة  اليونسكو اتفاقية تتضمن توصية بإعطاء المعلم كافة الحقوق المادية والمعنوية ورفع مكانته في المجتمع، ووقّعت المملكة العربية السعودية تلك الاتفاقية حرصًا منها على الاهتمام بالعلم والثقافة وأساس الحضارة في المملكة وهو المعلم، وكان تاريخ التوقيع في عام 1994م في الخامس من أكتوبر، وعرف هذا اليوم باليوم العالمي للمعلم.

 وقد أولى ولاة الأمر – وفقهم الله – بالمملكة العربية السعودية اهتماماً كبيراً ومستمراً بتطوير وتحديث النظام التعليمي السعودي مع التركيز على الارتقاء بقدرات ومهارات منسوبي التعليم عامةً والمعلم بشكل خاص، تأكيداً من القيادة الحكيمة الرشيدة على أهمية دور للمعلم في التنشئة ، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والصحية .

 وقد حثت رؤية المملكة 2030  على التجديد في سياسة إعداد المعلم اعترافاً بدوره الرئيس في تنمية الحس الوطني وبناء المنظومة القيمية وفي تحقيق فلسفة المجتمع وأهداف المدرسة، وعلى مستوى وزارة التعليم جاءت سياسات وخطط وبرامج الوزارة لتعزز قدرات المعلم وكفاياته باعتبار أن التعليم هو الشريك الأساسي في تحقيق أهداف رؤية 2030 ، فقد نص الهدف الاستراتيجي الثاني ضمن أهداف وزارة التعليم على “تحسين استقطاب المعلمين وتأهيلهم وتطويرهم”.

وعلى مستوى الجامعات وانسجاماً مع هذا التوجه ، سارعت كليات التربية بالجامعات السعودية إلى تحديث برامج إعداد المعلم ، وآخرها اعتماد برنامج “الماجستير المهني التربوي ” كبديل للبرنامج التكاملي والتتابعي التقليديين ، الذي يتضمن ثلاثة مسارات رئيسة في مرحلة التعليم العام وهي (الطفولة المبكرة، التعليم الابتدائي، ومرحلتّي التعليم المتوسطة والثانوية).

كما شاركت المملكة العربية السعودية دول العالم الاحتفال السنوي باليوم العالمي للمعلم 2020 تحت شعار: “المعلمون: القيادة في أوقات الأزمات ووضع تصوّر جديد للمستقبل” . وقد جاء الاحتفال هذا العام استثنائياً حيث عقد في معظم الدول بشكل افتراضي -عن بعد –عن طريق شبكة الانترنت ، بسبب جائحة كورونا “كوفيد-19” .

وبهذه المناسبة والظروف نستشعر ضرورة العمل الآن ،أكثر من أي وقت مضى، مع المعلمين لحماية الحق في التعليم وتطبيقه في ظلّ الظروف الجديدة التي فرضتها الجائحة.

وإنّ الدور القيادي الذي اضطلع به المعلمون عند التصدي للأزمة، لم يكن مناسباً وحسب، وإنّما كان حاسماً أيضاً من ناحية الإسهامات التي قدمها المعلمون في إتاحة  التعلّم عن بعد، وإعادة فتح المدارس وضمان سدّ الثغرات التعليمية. وقد تناولت النقاشات والحوارات خلال الاحتفالات طرق بناء قدرات المعلمين وتوضيح ملامح مهنة التعليم.

وفي المملكة العربية السعودية  واحتفاءً باليوم العالمي للمعلم أكد مجلس الوزراء خلال جلسته برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز،عبر الاتصال المرئي ، مكانة المعلم ودوره الحيوي في إعداد الكوادر المؤهلة والمدربة لتحقيق الأهداف التنموية.

وفي كلمته بهذه المناسبة، رفع وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ  في تغريدة عبر حسابه بموقع تويتر، شكره وتقديره إلى القيادة على هذه اللفتة الكريمة من مجلس الوزراء بالإشادة بجهود المعلمين والمعلمات وتهنئتهم في يومهم ، تعزيزاً لمكانة المعلمين والمعلمات، ودورهم في المجتمع، وإيمانًا برسالتهم العظيمة، ودعمًا لجهودهم المخلصة في إعداد أجيال المستقبل.

كما نوه بما يجده المعلمون والمعلمات من دعم واهتمام القيادة الحكيمة لتمكينهم من أداء رسالتهم، وتدريبهم وتأهيلهم، وتوفير الإمكانات التي تعزز مشاركتهم وأدوارهم بناء الإنسان مواكبة لرؤية المملكة  2030.

وهنأ الوزير المعلمين قائلاً ” أرفع عظيم الشكر لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد، على اللفتة الكريمة من مجلس الوزراء لزملائي وزميلاتي من المعلمين والمعلمات في اليوم العالمي للمعلم، والإشادة بجهودهم المخلصة، وتفانيهم في أداء رسالتهم السامية لإعداد جيل طموح لمستقبل الوطن”.

وأعرب عن تقديره لما يبذله المعلمون والمعلمات من جهود مميزة في إعداد أجيال المستقبل، وأشاد بما تحملونه من مسؤولية، كانوا على قدر شرفها، واستيعابًا لمتغيراتها، وعزمًا في مواجهة تحدياتها؛ فتحقق لهذا الوطن وأبنائه ما نسعى إليه جميعًا، وهو استمرار العملية التعليمية ، عن بُعد ، وحثهم على مواصلة عطائهم لوطن عظيم يستحق منا الكثير.

وبين أن جائحة “كورونا” لم تكن لتمر دون أن تشكل مفاهيم جديدة نحو المستقبل ، لجيل يريد أن يحقق طموح وطنه وقيادته، وينهض في مهمة التغيير والتطوير، ومؤكدًا أن هذا لن يتحقق دون معلم يقف أمام كل هذه التحديات ليكون قائدًا للمستقبل ولفت النظر إلى أهمية أن يكون التعليم مهنة نطور من خلالها أدواتنا، ونبني فيها عقول أبنائنا بوسطية واعتدال، وانتماء للوطن، وولاء لقيادته، لنسهم معًا في رؤية طموحة أرادت للمعلمين والمعلمات أن يكونوا أداة التمكين الأولى لبناء الإنسان في هذا الوطن الغالي.

ومعبرًا عن اعتزازه بالمعلمين والمعلمات، وبما يبذلونه من جهود مميزة مع طلابهم وطالباتهم في التعليم عن بُعد، وما يسطرونه من قصص التفاني والإخلاص لأداء رسالته، وتأكيداً على مكانة المعلم على كافة ومختلف الأصعدة والمستويات امتدت الاحتفالات الافتراضية لتشمل إدارات التعليم والمدارس بالمملكة باعتبار المعلم كما الجندي بالميدان يحتاج إلى استشعار قيمته وتطويره ورفع معنوياته ومنحه حقوقه وهو حجر الزاوية في التغيير والتجديد والتحديث في كل المجالات، كل ذلك يؤكد لنا أن مهنة التعليم في بلدنا الحبيب بألف خير حيث يلقى المعلم هذه الرعاية والتقدير. 

وكل عام والمعلم في كل مكان وزمان بألف خير.

                                                             

التعليقات (٠) أضف تعليق

أضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه. الحقول المطلوبه عليها علامة *

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>

*